للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القاعدة الثامنة [الصحة مقصودة]]

أولاً: ألفاظ ورود القاعدة:

الصحة مقصود كل متكلم، فمهما أمكن حمل كلامه على وجه صحيح يجب حمله عليه (١).

وفي لفظ: "مطلق كلام العاقل محمول على الصحة ما أمكن" (٢). وتأتي في حرف الميم إن شاء الله تعالى.

ثانياً: معنى هذه القاعدة ومدلولها.

الصحة معناها: السلامة من الداء، وهي ضد السقم.

وصحة الكلام: حمله على مقصود شرعي.

فمفاد القاعدة: أن كل متكلم إنما يقصد من كلامه معنى صحيحاً شرعاً أو عرفاً، فإذا كان كلام المتكلم يحتمل وجوهاً فمهما أمكن حمله على وجه يصح شرعاً وجب حمله عليه، ولا يجوز حمله على غير وجه شرعي ما لم تدل على ذلك قرائن قوية، وهذا من باب حسن الظن بالمسلمين - وهو مطلوب شرعاً -؛ لأن المسلم مأمور بحسن الظن بأخيه المسلم وبكل ما يصدر عنه من أقوال وأفعال حتى يقوم الدليل على غير ذلك.

ومن أدلة هذه القاعدة: قوله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ


(١) المبسوط ١٩/ ١٧٨.
(٢) المبسوط ١٧/ ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>