للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[القاعدة الرابعة عشرة بعد المائتين [التناقض في الدعوى]]

أولاً: لفظ ورود القاعدة:

التناقض في الدعوى لا يمنع قبول البينة (١).

وفي لفظ: التناقض لا يمنع قبول البينة على الحرية (٢).

وبمقابلهما: التناقض في الدعوى يمنع قبول الشهادة؛ لأنه يمنع صحة الدعوى (٣).

وفي لفظ: التناقض يمنع صحة الشهادة كما يمنع صحة الدعوى (٤).

ثانياً: معنى هذه القواعد ومدلولها:

بين القاعدتين الأوليين والأخريين نوع تقابل وتضاد، حيث إن الأولى والثانية تفيدان بأن التناقض في الدعوى لا يمنع قبول البينة - الأولى على الإطلاق، والثانية على الحرية خاصة. وأما الأخريان فيفيدان عكسهما ونقيضهما وهو أن التناقض في الدعوى يمنع قبول الشهادة مطلقاً؛ لأنه يمنع صحة الدعوى.

فهل يمكن الجمع بين مدلول هذه القواعد؟

في الحقيقة أنه لا تناقض بين هذه القواعد ومدلولاتها؛ لأن مدلول الأوليين أن التناقض لا يمنع قبول البينة إما في حالة الخفاء كما في القاعدة السابقة وإما على دعوى الحرية كما هو نص الثانية. أو إذا أمكن التوفيق بين الكلامين بوجه من الوجوه، ففي كل ذلك تقبل الدعوى وبالتالي تقبل


(١) قواعد الفقه ص ٧٢ عن شرح السير ص ٥٦٥.
(٢) شرح السير ص ٥٦٥.
(٣) القواعد والضوابط ص ٤٢٧.
(٤) الفرائد ص ٩٣ عن الشهادة الباطلة من الخانية جـ ٢ ص ٤٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>