للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثاً: من أمثلة هذه القواعد ومسائلها:

أحاديث رفع اليدين في الركوع والرفع منه، فقد تمسك الحنفية بحديث إبراهيم (١) عن علقمة (٢) عن ابن مسعود رضي الله عنه: (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه عند تكبيرة الإحرام ثم لا يعود).

وأما غير الحنفية فقد تمسكوا بأحاديث الرفع الكثيرة وقالوا: قد روى الرفع ثلاثة وأربعون صحابيًّا، وكثير منها في الصحيحين.

ومنها: حديث عبادة بن الصامت (٣) رضي الله عنه في الربا أي في النسيئة والفضل أولى وأرجح من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما في "إنما الربا في النسيئة"؛ لأن حديث عبادة رواه معه عمر وعثمان وأبو سعيد وأبو هريرة، ورواية خمسة أولى من رواية واحد (٤).


(١) إبراهيم: الإِمام الحافظ فقيه العراق أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي أحد الأعلام كان بصيراً بعلم ابن مسعود واسع الرواية كبير الشأن، مات سنة ٩٦ هـ رضي الله عنه، سير الأعلام جـ ٤ ص ٥٢٠ فما بعدها مختصراً.
(٢) علقمة بن قيس النخعي فقيه الكوفة وعالمها ومقرئها الإِمام الحافظ المجود المجتهد أبو شبل، ولد أيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو من المخضرمين وهاجر في طلب العلم والجهاد ونزل الكوفة، ولازم ابن مسعود رضي الله عنه حتى صار رأساً في العلم والعمل، حدث عن كثير من الصحابة وتفقه به أئمة كثيرون، وكان أشبه الناس بعبد الله بن مسعود سمتاً وهدياً، ومات في عشر الستين على اختلاف فيها وقد عاش تسعين سنة رحمه الله، سير الأعلام مختصراً جـ ٤ ص ٥٣ فما بعدها.
(٣) عبادة بن الصامت بن أصرم الخزرجي الصحابي الجليل الإِمام القدوة أبو الوليد الأنصاري أحد النقباء ليلة العقبة ومن أعيان البدريين، سكن بيت المقدس وشهد المشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مات بالرملة من فلسطين سنة ٣٤ هـ وهو ابن اثنتين وسبعين سنة وقيل مات سنة ٤٥ في خلافة معاوية رضي الله عنه.
(٤) البحر المحيط للزركشي جـ ٦ ص ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>