القاعدة السّابعة عشرة بعد المئة [التّداعي واليمين]
أولاً: لفظ ورود القاعدة:
اليمين في التّداعي على أقوى المتداعيين (١).
ثانياً: معنى هذه القاعدة ومدلولها:
التّداعي: تفاعل من الدّعوى؛ لأنّها تكون بين طرفين المدّعي والمدّعَى عليه.
أقوى المتداعيين: القوّةَ هنا المراد بها التّمسّك بالأصل الأقوى والأثبت في الشّرع. وليس المراد بأقوى المتداعيين القوّة البدنية أو المادّيّة، بل القوة في الموقف بالنّسبة للدّعوى، فالمتمسّك بالأصل والظّاهر أقوى موقفاً وحجة من المتمسّك بخلاف الأصل، ولذلك كانت عليه اليمين. وهو المدّعى عليه.
ولمّا كان المدّعي يتمسّك بخلاف الأصل - ويريد إثبات ما لم يكن ثابتاً - كان أضعف المتداعيين فكان عليه البيّنة - أي الإشهاد والحجّة لإثبات دعواه.
ثالثاً: من أمثلة هذه القاعدة ومسائلها:
إذا اختصم اثنان في أمر وتداعيا إلى القضاء، فإنّ القاضي يطلب
(١) قواعد الفقه للروكي ص ٢٧٩، وعن الإشراف جـ ٢ ص ٧٦، ١١٢، ١٩٩، ٢٨٥، ٢٨٧.