للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ} (١) أي على الله تبيين الطريق المستقيم إليه بالحجج والبراهين .. إلى أن قال: القصد الاعتماد والأَمّ قصده يقصده قصداً، وقصد له، وأقصدني إليه الأمر (٢).

والقصد يأتي بمعنى النيّة - كما أنَّ النية معناها القصد - وهو المعنى المراد هنا.

فما معنى "النيَّة" وما حقيقتها؟.

قال في معجم مقاييس اللغة: نوى، النون والواو والحرف المعتل أصل صحيح يدل على معنيين: أحدهما مقصِدٌ لشيء، والآخر عَجم شيء.

فالأوّل: النوى، قال أهل اللغة: النوى التحول من دار إلى دار .. هذا هو الأصل ثم حمل عليه الباب كله، فقالوا نوى الأمر ينويه إذا قصد له، ومما يصحح هذه التآويل قولهم: نواه الله كأنه قصده بالحفظ والحياطة.

قال: يا عمرو أحسن نواك الله بالرَّشَد: واقرأ سلاماً على الذلفاء بالثَمَد (٣) أي قصدك بالرشد. والنيَّة الوجه الذي تنويه (٤).

وقال في اللسان (٥): نوى الشيء نيَّةً ونِيَة، بالتخفيف وهو نادر، وانتواه قصده واعتقده، والنيَّة: الوجه الذي يذهب فيه.


= صاحب المخصص، والمحكم والمحيط الأعظم، وغيرهما ت: ٤٥٨ هـ بغية الوعاة ج ٢ صـ ١٤٣ مختصراً.
(١) الآية ٩ من سورة النحل.
(٢) المحكم لابن سيده ج ٦ صـ ١١٥.
(٣) البيت ذكره في اللسان، وفي الصحاح مادة نوى، في معجم البلدان "ثمد الروم" مع اختلاف في الرواية.
(٤) معجم مقاييس اللغة ج ٥ صـ ٣٦٦.
(٥) اللسان المحيط مادة نوى ج ٣ صـ ٧٥١ بتصرف، والقاموس ج ٤ صـ ٣٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>