للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (١). وفيه قوله صلى الله عليه وسلم [وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فيْ امرأتك] (٢).

قال ابن حجر: "وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت بها" مقيدة بإبتغاء وجه الله، وعلق حصول الأجر بذلك، وهو المعتبر، ويستفاد منه أن أجر الواجب يزداد بالنية، لأن الإنفاق على الزوجة واجب وفي فعله الأجر، فإذا نوى به ابتغاء وجه الله ازداد أجره بذلك" وقال: "ولأن المباح إذا قصد به وجه الله صار طاعة، وقد نبه على ذلك بأقل الحظوظ الدنيوية العادية وهو وضع اللقمة في فم الزوجة، إذ لا يكون ذلك غالباً إلا عند الملاعبة والممازحة، ومع ذلك فيؤجر فاعله إذا قصد به قصداً صحيحاً، فكيف بما هو فوق ذلك؟! (٣).

وقال ابن دقيق العيد (٤): "وفيه دليل على أن الثواب في الإنفاق مشروط بصحة النية في ابتغاء وجه الله (٥).


(١) سعد مالك بن وهيب صحابي جليل من بني زهرة أخوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة، أخباره كثيرة ومشهورة. الإصابة ج ٢ صـ ٣٣.
(٢) فتح الباري ج ٣ صـ ١٦٤.، صحيح مسلم بشرح النووي ج ٣ صـ ١٢٥٠.
(٣) فتح الباري ج ٥ صـ ٣٦٧ - ٣٦٨.
(٤) ابن دقيق العيد هو الشيخ الإمام تقي الدين محمد بن علي بن وهب القشيري ولد سنة ٦٢٥ هـ من محققي الشافعية، وفقهائهم، أشهر علماء زمانه، ألف كتباً كثيرة في الفقه والحديث، توفي سنة ٧٠٢. طبقات الأسنوي ج ٢ صـ ٢٢٧، طبقات الشافعية ج ٦ صـ ٢.
(٥) إحكام الأحكام ج ٤ صـ ١٠

<<  <  ج: ص:  >  >>