للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ولما صار مذهب كل إمام علماً مخصوصاً عند أهل مذهبه، ولم يكن لهم سبيل إلي الاجتهاد والقياس، فاحتاجوا إلى تنظير المسائل في الإلحاق، وتفريقها عند الاشتباه بعد الاستناد إلى الأصول المقررة من مذاهب إمامهم" (١).

وعن طريق هذا التخريج للمسائل على أصول المجتهدين نما للفقه واتسع نطاقه، وتمت مسائله، وبدأ الفقهاء يضعون أساليب جديدة للفقه، فهذه الأساليب يذكرونها مرة بعنوان القواعد والضوابط، وتارة بعنوان الفروق، وتارة أخرى بعنوان الألغاز (٢)، والمطارحات (٣)،


(١) مقدمة ابن خلدون، (ط. بيروت الرابعة: دار إحياء التراث العربي)، صـ ٤٤٩.
(٢) الألغاز: جمع لغز بالضم والضمتين وبالتحريك، معناه: كلام عمي مراده، والمراد: المسائل التي قصد إخفاء وجه الحكم فيها لأجل الامتحان. (أنظر الحموي: غمز عيون البصائر شرح الأشباه والنظائر (١/ ١٧ - ١٨)، وقد اعتنى بالتصنيف في الألغاز على الاستقلال جماعة من العلماء. شهم العلامة علي بن محمد المعروف بابن العز الحنفي صنف الألغاز في كتابه "التهذيب لذهن اللبيب" وصنف العلامة ابن عبد البر الشهير بابن الشحنة كتابه "الذخائر الأشرفية في ألغاز السادة الحنفية" (مطبوع على حاشية شرح يونس الطائي على الكنز) وغيرهما من العلماء. أنظر: النابلسي: "كشف الخطاير شرح الأشباه والنظائر" مخطوط. و: ١٢، وللأسنوي كتاب في هذا الموضوع بعنوان "طراز المحافل في ألغاز المسائل" ولابن فرحون المالكي (٧٩٩ هـ) كذلك كتاب بعنوان "درة الغواص في محاضرة الخواص" (ألغاز فقهية)، مطبوع بتحقيق: محمد أبو الأجفان وعثمان بطيخ القاهرة، مطبعة التقدم).
(٣) المطارحات: هي مسائل عويصة، يقصدون منها تنقيح الأذهان. مقدمة "قواعد الزركشي": مخطوط و: ٢ وذكر الإسنوى في مقدمة كتابه "مطالع الدقائق في الجوامع والفوارق" تأليفاً في هذا الفن لأبي عبد الله القطان بعنوان: كتاب المطارحات.

<<  <  ج: ص:  >  >>