كتاب التبصرة للخمي

كتاب النذور والأيمان - باب فيمن نذر المشي إلى مكة هل يأتي به متفرقا، وإذا ركب بعض الطريق عن عجز أو اختيار، أو كان الناذر شيخا كبيرا أو مريضا أو امرأة - ج: 4 - ص: 1649

فيركب (١)، ثم يمشي ثم يركب، قال: أبطله مالك أجمع، قال: ولو ابتدأ فمشى مثل ميل (٢) أو ميلين، ثم اعتل فركب فبلغ إلى (٣) الروحاء، ثم صح فمشى حتى بلغ مكة، فإنه يعيد ذلك كله، وهو كمن ابتدأ مشيه بركوب، فهو وأن قل مشيه بعد ذلك أو كثر فهو منتقض (٤).

وقال مالك في كتاب محمد: إن كان عليه مشي فعجز، فكان يمشي عقبة، ويركب عقبة حتى بلغ: أرى له (٥) أن يعود، ويعيد المشي كله من أوله (٦).

ومحمل قوله (٧) على أنه كان قادرًا على الصبر في موضع عجزه، فيأتى من المشي بأكثر من ذلك، وأما إذا كانت تلك قدرته فهو في العام الثاني على مثل ذلك، فلا يكلف غير مشي ما ركب. ومثله إذا كان لا يقدر على (٨) الصبر عن (٩) أصحابه، وكل هذا إذا كان نذره من المواضع القريبة كالمدينة ونحوها.

واختلف إذا كان بعيدًا مثل مصر ونحوها، فقال مالك في كتاب محمد: يرجع لما عجز (١٠).

وقال في شرح ابن مزين فيمن عجز، وكان نذره من مصر: إن موضعك

---

(١) قوله: (يعجز فيركب) في (تازة): (يركب ثم يعجز).
(٢) قوله: (مثل ميل) قوله: (مثل ميل) في (ق ٥): (ميلًا).
(٣) قوله: (إلى) في (ت): (قبل).
(٤) انظر: النوادر والزيادات: ٢/ ٤٩٣.
(٥) قوله: (له) ساقط من (ق ٥).
(٦) انظر: النوادر والزيادات: ٢/ ٤٩٣.
(٧) في (ب): (قول مالك).
(٨) قوله: (على) ساقط من (ق ٥).
(٩) في (ق ٥): (على).
(١٠) انظر: النوادر والزيادات: ٢/ ٤٩٣.