للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويخطب مستقبل الناس بوجهه مستدبر القبلة ثم يحول وجهه، ويستسقي مستقبل القبلة مستدبر الناس، والخطبة مقدمة على الاستسقاء، ويجري في الخطبة على العادة، وأنه (١) يعظهم ويذكرهم، ويعلمهم أن ذلك بما كسبت أيديهم، ولا يدعو يومئذٍ للأمير، فليس هو يوم ذلك، ويخلص الأمر لله سبحانه, وينبغي إذا أخذ في الدعاء للاستسقاء أن يكثر من الاستغفار، ويقلّب الإِمام رداءه فيجعل ما يلي الجسد (٢) إلى السماء، فيصير ما على اليمين على اليسار وما على اليسار على اليمين (٣)، فإذا فرغ من الاستسقاء قال مالك: ثم ينزل فينصرف (٤) وقيل: إن شاء انصرف على ذلك، وإن شاء تحول إليهم فكلمهم بكلمات ورغبهم في الصدقة والتقرب إلى الله سبحانه ثم ينصرف (٥).

واختلف في الوقت الذي يحوّل فيه رداءه، وفي تحويل المأمومين من الرجال -ولا يحول النساء بحال (٦)؛ لأن في ذلك كشفة لهن- فقال في المدونة: يحول إذا فرغ من الخطبة، واستقبل للاستسقاء (٧)، وقال في المجموعة: بين الخطبتين، وقال ابن الماجشون: بعد صدر من الخطبة (٨)، وقال مالك في المدونة: يحول الناس أرديتهم وهم قعود (٩). وقال الليث: لا يحول إلا الإِمام (١)، وهو أحسن؛ لأن الأحاديث وردت أن النبي - صلى الله عليه وسلم -


(١) في (ر): (أنه).
(٢) في (ب): (جسده).
(٣) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٥١٣.
(٤) في (ر): (ينزل ثم ينصرف). انظر: المدونة: ١/ ٢٤٤.
(٥) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٥١٣.
(٦) قوله: (بحال) ساقط من (ب).
(٧) انظر: المدونة: ١/ ٢٤٤.
(٨) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٥١٤.
(٩) انظر: المدونة: ١/ ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>