للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - ومن العلماء من يجمع في تعريفه للنية بين القصد والعزيمة، كما ذهب إلى ذلك أبو الحسين الرازي (١) من الشافعية حيث قال في حلية الفقهاء: وأما النية: "فهي القصد والعزيمة". حلية الفقهاء صـ ٤.

ومع أن علماء اللغة قد أظهروا فروقاً بين معاني هذه الألفاظ إلا أنَّ وجوه الشبه والقرب بينها قوية. فيقول ابن تيمية: "والنية يعبر بها عن نوع من الإرادة" (٢).

ويقول القرافي: "اعلم أن جنس النية هو الإرادة" (٣). ولا يضر استعمال بعض هذه الألفاظ في غير معناها توسعاً في الاستعمال. ويقول القرافي هنا: ولا يضر كون الاستعمال قد يتوسع فيه، فيستعمل أراد ومراده نوى، أو أراد ومراده عزم، أو قصد أو عنى، فإنها متقاربة المعاني حتى نكاد نجزم بينها بالترادف، غير أن ابن معط (٤) من المغاربة، والقاضي شمس الدين الحوفي (٥) وجماعة من علماء العراق تعرضوا للفرق، وهو أولى من الترادف تكثيراً لفوائد اللغة، وعلى هذا يظهر معنى قوله عليه الصلاة والسلام: "الأعمال بالنيات ... " ولم يقل بالإرادات الخاصة المحيلة


(١) هو ابن فارس صاحب معجم مقاييس اللغة والمجمل وقد سبقت ترجمته.
(٢) الفتاوى ج ١٨ صـ ٢٥١ وابن تيمية الإمام المشهور أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام الحنبلي أبو القاسم تقي الدين توفي ٧٢٨ الإعلام ج ١ صـ ١٤٤.
(٣) الأمنية صـ ٧ وقد سبق ترجمة القرافي.
(٤) ابن معط: وفي الأمنية ط دار الكتب العلمية زين الدين بن مصطفى: ويقول محققه وفي نسخة أخرى يزيد بن معطي من المغاربة ولم نجد له ترجمة على كلا التسميتين. صـ ١٢. وأما ابن معطٍ صاحب الألفية فهو ليس مغربياً.
(٥) الحوفي أبو القاسم أحمد بن محمد بن خلف كان من بيت علم وعدالة فقيهاً حافظاً فرضياً ماهراً تولى القضاء بأشبيلية مرتين، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم. توفي في شعبان سنة ٥٨٨ هـ. الديباج المذهب ج ١ صـ ٢٢١ مختصراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>