للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمام محمد - رحمه الله - في كتاب الأصل يذكر مسألة فيفرّع عليها فروعاً قد يعجز الإنسان عن وعيها والإحاطة بها. وكل ذلك جعل الطبقات العليا من فقهاء المذهب يصوغون القواعد والضوابط التي تسيطر على الفروع الكثيرة المتناثرة وتحكمها.

ولعل أقدم خبر يروي في جمع القواعد الفقهية في الفقه الحنفي مصوغة بصيغها الفقهية المأثورة، ما رواه (١) الإمام العلائي الشافعي (٧٦١ هـ) والعلامتان السيوطي (٩١١ هـ) وابن نجيم (٩٧٠ هـ) في كتبهم في القواعد: أن الإمام أبا طاهر الدبَّاس (٢) من فقهاء القرن الرابع الهجري قد جمع أهم قواعد مذهب الإمام أبي حنيفة في سبع عشرة قاعدة كلية، وكان أبو طاهر - رحمه الله - ضريراً يكرر كل ليلة تلك القواعد بمسجده بعد انصراف الناس. وذكروا أن أبا سعد الهروي (٣) الشافعي قد رحل إلى أبي


(١) انظر العلائي: المجموع المُذهب في قواعد المذهب.، بغداد مكتبة مديرية الأوقاف العامة، أصول الفقه "٤٢٦٨" شريط مصور منه بمركز البحث العلمي، وأصول الفقه، برقم ٢٥٩، و: ١١ الوجه الثاني. السيوطي: الأشباه والنظائر صـ ٧ ابن نجيم: الأشباه والنظائر صـ ١٠ - ١١.
(٢) هو محمد بن محمد بن سفيان، كان من أقران أبي الحسن الكرخي، وكان يوصف بالحفظ ومعرفة الروايات، ولد ببغداد، وولي القضاء بالشام، توفي بمكة المكرمة. انظر: اللكنوي: الفوائد البهية، صـ ١٧٨.
(٣) الظاهر أنه محمد بن أحمد بن أبي يوسف المكنى بأبي سعد وقيل أبي سعيد (٤٨٨ هـ) فقيه شافعي، من أهل هرات؛ له "الإشراف في شرح أدب القضاء" انظر: طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق: الطناحي وعبد الفتاح الحلو، رقم ٥٦٣، (ط. القاهرة الأولى: عيسى البابي الحلبي)، ٥/ ٣٦٥ والزركلي: الأعلام (ط. بيروت الخامسة، دار العلم للملايين) ٥/ ٣١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>