للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طاهر (١)، ونقل عنه بعض هذه القواعد. ومن جملتها القواعد الأساسية المشهورة وهي:

١ - الأمور بمقاصدها.

٢ - اليقين لا يزول بالشك.

٣ - المشقة تجلب التيسير.

٤ - الضرر يزال.

٥ - العادة محكَّمة (٢).

وإنه ليس من الميسور تحديد القواعد التي جمعها الإمام أبو طاهر، أو الوقوف عليها ما عدا هذه القواعد المشهورة الأساسية، إلا أنه يمكن أن الإمام الكرخي (٣٤٠ هـ) الذي هو من أقران الإمام الدَّبَّاس اقتبس منه بعض تلك القواعد، وضمَّها إلى رسالته المشهورة التي تحتوي على تسع وثلاثين قاعدة. ولعلها أول نواة للتأليف في هذا الفن.

وممن أضاف إلى ثروة هذه المجموعة المتناقلة عن الإمام الكرخي هو الإمام أبو زيد الدَّبوسي (٤٣٠ هـ) في القرن الخامس الهجري. إذا يمكن أن يقال إن القرن الرابع الهجري هو المرحلة الثانية في نشأة القواعد الفقهية


(١) والأصح أن الذي رحل إلى أبي طاهر هو أحد أئمة الحنفية المعاصرين له، وليس أبو سعد الهروي لأن التاريخ مكذب لهذا لأن أبا سعد تُوفي سنة ٤٨٨ هـ فبينه وبين وفاة الدباس المتوفي أوائل القرن الرابع قرن ونصف تقريباً، وأيضاً إن الدباس ليس من علماء ما وراء النهر: بورنو
(٢) وقد نظم بعض الشافعية هذه القواعد الخمس الأساسية في بعض الأبيات:
خمس مقررة قواعد مذهب ... للشافعي فكن بهن خبيراً.
ضرر يزال وعادة قد حكمت ... وكذا المشقة تجلب التيسيراً.
والشك لا ترفع به متيقناً ... والقصد أخلص إن أردت أجوراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>