(من طرفاء الغابة) الطَرفاء -بفتح الطاء والمدّ- نوع من الشجر معروف. والغابة: الأجمة (فوضعت هنا) على بناء المجهول، وهنا: إشارة إلى مكانه الذي كان يخطب عليه.
(نزل القهقرى) -بفتح القافين وسكون الهاء- المشي معكوسًا إلى الخلف.
(إنما صنعت هذا لتأتموا بي) أي تفعلوا في هذه الصلاة مثل ما فعلت (ولتعلَّموا) -بفتح التاء وتشديد اللام- حذف منه إحدى التاءين؛ أي: لتكونوا عالمين بذلك، فتفعلوا في سائر الصلوات ما تعلمتم.
فإن قلت: النزول والصعود فعل كثير؟ قلت: ليس بكثير؛ لوجود الفاصل، وهو السجود.
٩١٨ - ٩١٩ - (ابن أنس) هو حفص بن عبد الله بن أنس بن مالك. وقيل: عبد الله. قال شيخنا شيخ الإسلام: لا يصح ذلك. قال الحميدي: وليس لابن أنس حديث في البخاري غيره (كان جذع يقوم عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -) الجذع -بكسر الجيم وسكون الذال- أصل النخل وساقه. ومعنى قيامه عليه: اعتماده عليه في قيامه، واتكاؤه؛ وفي الرواية الأخرى: يقوم إليه.
(سمعنا للجذع مثل أصوات العشار) -بكسر العين- جمع عشراء -بضم العين والمد- الناقة التي أتى على حملها عشرة أشهر، وقال الداودي: التي معها أولادها. وإنما جمع العشار والأصوات مبالغة في الصياح؛ كما يفعله المصاب باختلاف الأصوات؛ وهذا من عظائم معجزاته، على ذاته المطهرة أفضل الصلوات وأكمل التحيات.