الشَّجَرَةِ، وَيَدْخُلُ مِنْ طَرِيقِ الْمُعَرَّسِ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ يُصَلِّى فِي مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، وَإِذَا رَجَعَ صَلَّى بِذِى الْحُلَيْفَةِ بِبَطْنِ الْوَادِى، وَبَاتَ حَتَّى يُصْبِحَ. طرفه ٤٨٤
١٦ - باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - «الْعَقِيقُ وَادٍ مُبَارَكٌ»
١٥٣٤ - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ وَبِشْرُ بْنُ بَكْرٍ التِّنِّيسِىُّ قَالَا حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنِى عِكْرِمَةُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - يَقُولُ إِنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ - رضى الله عنه - يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - بِوَادِى الْعَقِيقِ يَقُولُ «أَتَانِى اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّى فَقَالَ صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِى الْمُبَارَكِ وَقُلْ عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ». طرفاه ٢٣٣٧، ٧٣٤٣
ــ
(أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرَّس) - بضم الميم وتشديد الرَّاء- موضعان بذي الحليفة والشجرة أقرب إلى المدينة (وبات حتى يصبح) لئلا يطرق الناس أهلهم بالليل؛ فإنه مكروه.
باب قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - "العقيق واد مبارك"
١٥٣٤ - (الحميدي) -بضم الحاء- مصغرٌ منسوب عبد الله بن الزبير (بشر) بكسر الموحدة وشين معجمة (التنيسي) بفتح التَّاء وكسر النون المشدّدة (الأوزاعى) -بفتح الواو- أبو عمرو عبد الرحمن، إمامُ أهل الشام في زمانه.
(سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوادي العقيق يقول: أتاني الليلة آتٍ من ربِّي وقال: صلِّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة) بالرفع أي: قل: هذه عمرة في حجَّة، وبالنصب، أي: جعلت. ومعنى هذا الكلام: أهل الجاهلية كانوا يقولون: العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور، فأرادَ اللهُ رفع ذلك.
قيل: هذا يدل على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قارنًا. قلت: ويجوز أن يكون غرضه أن العمرة واقعة في أشهر الحجِّ كما أمر به أصحابه فتمتعوا، ويؤيده ما سيأتي في الاعتصام:"وقل عمرة وحجة".