للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٨ - باب مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ.

٣١٨ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «إِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا يَقُولُ يَا رَبِّ نُطْفَةٌ، يَا رَبِّ عَلَقَةٌ، يَا رَبِّ مُضْغَةٌ.

ــ

قلت: لا إشكال فيه، فإن هشامًا قال هذا الكلام بناء على ظنه ولم ينقله من أحدٍ. والدليل على أنها كانت قارنة ما تقدم في تقرير المسألة أول الباب. وقد رَوَى مسلم عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذبح عن عائشة يوم النحر بقرة، فاندفع الإشكال والله أعلم بحقيقة الحال.

باب: {مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} [الحج: ٥]

قال الجوهري: المخلقة تامة الخلق، وغير المخلقة بخلافها. وأطبق الشارحون على أن مراده من إيراده هذا في كتاب الحيض الإشارة إلى أن الحامل لا تحيض كما هو مذهب الكوفيين، ومذهب أحمد وأحد قولي الشافعي، وليس في الآية ولا في الحديث دلالة على ذلك. فالوجه أن إيراده للدلالة على أن النطفة منها يخلق الولد، والوطءُ في حال الحيض حرامٌ، فيجب الاجتناب عنه في حال الحيض لئلا ينعقد الولد من ذلك الفعل الحرام.

٣١٨ - (مسدّد) بضم الميم وتشديد الدال (عُبيد الله) على وزن المصغر.

(إن الله وكّل بالرحم ملكًا يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة، يا رب مضغة) بالرفع على تقدير إنها نطفة وكذا فيما عطف عليه. وفي رواية القابسي: النصب، أي: جعلته نطفة. قال ابن الأثير: النطفة -بضم النون- وجمعها النطف: الماء سواء كان قليلًا أو كثيرًا، لكنه بالقليل أخصّ. ومنه النطفة للمني لقلته. والعلقة -بفتح اللام- الدمُ المتجمد لتعلق بعضه ببعض. والمضغة -بضم الميم وسكون الضاد- قدر ما يمضغ من اللحم.

فإن قلت: ما مراد الملك بقوله: يا رب نطفة ... إلى آخره؛ مع إخفاء فائدة الخبر ولازمها لأن الله عالم بها؟ قلتُ: هذا نوع من الذكر واعتراف بكمال القدرة على تقليب تلك المادة في أطوارها، وإظهارٌ لعدم غفلته عما وُكِّل به.

<<  <  ج: ص:  >  >>