أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - نَارٌ. فَقُلْتُ يَا خَالَةُ مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ قَالَتِ الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَاّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ أَلْبَانِهِمْ، فَيَسْقِينَا. طرفاه ٦٤٥٨، ٦٤٥٩
٢ - باب الْقَلِيلِ مِنَ الْهِبَةِ
٢٥٦٨ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عَدِىٍّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِىَ إِلَىَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ». طرفه ٥١٧٨
ــ
أُوقدت في أبيات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نار، فقلتُ: يا خالتي ما كان يعيشكم؟) بضم الياء في الأولى وتخفيف الثانية وتشديدها، أي: ما كانت سبب عيشك وبقائكم (قالت: الأسودان؛ التمر والماء) على طريقة التغليب.
ونقل بعض الشُّرَّاح عن صاحب "المحكم" وابن سيده أن المراد من الأسودين الليل والحرة، وإلا فالتمر والماء من أشرف الطعام والشراب، وهذا شيء باطل لا يُعتدُّ به.
أما أولًا: فلأنه غير معقول، وأي دخل لليل والحرة في بقاء الإنسان.
الثاني: أن عائشة فسَّرتْ (الأسودان) بالماء والتمر، فلا مجال لتفسير آخر، لأنها صاحبة الواقعة وهل يمكن عيش الإنسان بالليل والحرة أربعة أيام فضلًا عن شهرين، والعجب ممن يتصدى لشرح مثل هذا الكتاب لِمَ يصدر منه مثل هذا.
(كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيران من الأنصار كانت لهم منائح) جمع منيحة على وزن قبيلة هي العطية. ثم أطلق على الناقة والشاة اللبون يعطيها الرجل لآخر إما تمليكًا أو عارية ليشرب لبنها ثم يردها إذا انقطع لبنها، والمراد من الحديث لبنها لا نفسها، وهو موضع الدلالة.
باب القليل من الهبة
٢٥٦٨ - (محمد بن بَشَّار) بفتح الباء وتشديد الشين (ابن أبي عدي) محمد بن إبراهيم (عن أبي حازم) -بالحاء المهلمة- سليمان الأشجعي.
(لو أُهدي إليَّ ذراع أو كُراع لقبك) -بضم الكاف- ما دون الركبة من الساق، ففي الكلام ترق، لأن الكراع دون الذراع.