في بعض المواضع، وفي بعضها عن محمد بن المثنى عن أبي معاوية و (أبو معاوية) الضرير محمد بن خازم بالخاء المعجمة.
(لما أصاب رسول الله يوم أحد ما أصاب من الجرح وقتل بعض أصحابه خاف أن يرجعوا) وكان المشركون أيضًا قد هموا بذلك وقالوا: لا محمدًا قتلتم ولا كواعبًا ردفتم أين تذهبون، فنادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخروج وأن لا يخرج معه إلا من كان بأحد فأجابه ذلك سبعون رجلًا، وخرج معه جابر بن عبد الله ولم يحضر أحدًا؛ لأن أباه خلفه على بناته، فلما ذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأذن له في الخروج، فخرج حتَّى بلغ حمراء الأسد وهو على المدينة على ثمانية أميال، أقام به الإثنين والثلاثاء والأربعاء، فمر به معبد الخزاعي وكان خزاعة مشركهم ومسلمهم عيبة نصح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقي معبد أبا سفيان في المشركين بالروحاء وقد عزموا على الرجوع، فقال أبو سفيان: يا معبد ما وراءك؟ فقال: محمد قد خرج يطلبكم، وهو في جمع لم أر مثله ولا أرى أن ترتحل، ألا ترى نواصي الخيل، فخافوا وانصرفوا، ومرَّ بهم ركب من عبد القيس، فقال أبو سفيان:[أبلغوا] محمدًا أنا قد أجمعنا السير إليه، ولئن بلغتم هذه الرسالة لأملأن عيركم هذه بعكاظ زبيبًا، فلما وصل [الركب إلى حمراء الأسد واجتمعوا برسول الله] هناك أخبروه بذلك الخبر، فقالوا كما حكى الله:{حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}[آل عمران: ١٧٣].