٣٣٧٣ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا حَاتِمٌ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ - رضى الله عنه - قَالَ مَرَّ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «ارْمُوا بَنِى إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا، وَأَنَا مَعَ بَنِى فُلَانٍ». قَالَ فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «مَا لَكُمْ لَا تَرْمُونَ». فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَرْمِى وَأَنْتَ مَعَهُمْ قَالَ «ارْمُوا وَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ». طرفه ٢٨٩٩
ــ
إِلَى رُكْنٍ} [هود: ٨٠] أي: عشيرة لاستندتُ إليه، ولكن أستند وألجأ إلى الله (ولو لبثتُ طُولَ ما لبث يوسف لأجبتُ الداعي) مدحه بكمال صبره، فإنه بعد لبثه سبع سنين حين دعاه المَلِكُ لم يُسرع إلى إجابته حتى ظهرتْ براءة ساحته، وقيل: معناه: أنه لو خرج حين دُعي متوكلًا على الله، كان أحسن، والأولُ هو الظاهر.
باب قول الله تعالى:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا}[مريم: ٥٤]
فيه دلالة على أن الرسول يطلق على من ليس له شرع، للاتفاق على أن إسماعيل كان على شرع إبراهيم.
٣٣٧٣ - (يزيد) من الزيادة (الأكوع) بفتح الهمزة (مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نفر من أَسْلَمَ ينتضلون) أسلَمَ على وزن الماضي، قبيلة من نسل إسماعيل، والانتضال المغالبة في النضال وهو رمي من السهام (وأنا مع بني فلان) أي: بإمداد الخاطر، ولذلك أمسكت الطائفة الأخرى، لعلمهم بأن من كان إمداد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه لا يكون مغلوبًا، وفي الحديث دلالة على أن الأمر بالرمي وتعلمه سنَّة، وتمام الكلام في كتاب الجهاد.