وقوله (فيعزم علينا) صريح فيما قلنا إذ لو لم يكن أميرًا لم نعتد بأمره ولا يطابق الترجمة، ولا كان لاستدلال ابن مسعود بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معنى (كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -) أي: في غزواته (فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مرَّة حتى نفعله) أي: كنا نبادر إلى ما أمر به لم يرخص له مخالفة الأمير في كل أمر، واستدل على ذلك بما كانوا يفعلونه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (وإذا شك في نفسه شيء) أراد بالشك لازمه، وهو القلق والاضطراب، كما في الحديث الذي رواه الزمخشري:"الشك ريبة" أي: قلق النفس، والحديث في الترمذي والنسائي، كذا قال صاحب الكشاف، فلا حاجة إلى أن يقال: إنه من باب القلب، أي: إذا شك نفسه في شيء.
(ما غبر من) أي: ما بقي وهو من الأضداد، ويطلق على الماضي والمستقبل (إلا كالثغب شرب صفوه وبقي كدره) الثغب بفتح المثلثة وسكون الغين المعجمة آخره ياء موحدة وقد تفتح الغين، غدير الماء، وقيل: القدح.
باب كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا لم يقاتل أول النهار أخَّر القتال حتى تزول الشمس
٢٩٦٥ - (أبو إسحاق) إبراهيم الفزاري (أبي النضر) بالضاد المعجمة (عبد الله بن أبي