كانوا يزعمون أن [في] بطن الإنسان حية إذا جاع تؤذيه، وفيل: تقدم الصفر على المحرم كما تقدم في قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}[التوبة: ٣٧]. (وفرّ من المجذوم كما تفر من الأسد).
فإن قلت: قد صح أنه أخذ بيد مجذوم وضعها في القصعة، وقال: كل ثقة بالله تعالى"؟ قلت: قال ابن الأثير: يقين الناس قاصر عن يقينه، فأشار بأكله أن الكل بقدر الله، وأمر بالفرار منه دفعًا للوسوسة.
فإن قلت: لما بايع وفد ثقيف كان معهم مجذوم، ولم يأذن له وقال: "ارجع فقد بايعناك"؟ قلت: أجاب ابن الأثير بأنه فعل ذلك لئلا يزدريه الحاضرون.
باب المن شفاء للعين
٥٧٠٨ - (غندر) بضم الغين المعجمة وفتح الدال (حريث) بضم الحاء مصغر حرث (سعيد بن زيد) أحد العشرة المبشرة (الكمأة من المن) -بفتح الكاف وسكون الميم- نبت معروف قال ابن الأثير: مفرده كما بدون التاء، وهذه لغة غريبة على عكس شجر وشجرة، وكونها من المن أنها تشبه المن الذي كان أنزل على بني إسرائيل، ووجه الشبه كون كل منهما يحصل من غير تعب، أو من المن بمعنى الفضل والإحسان أي: منّ الله به على عباده، وقيل: بل هو من منّ بني إسرائيل حقيقة إذ لم يكن ذلك المن ما سقط على الشجر وحده، بل كان أنواعًا (وماؤها شفاء للعين) قيل: بمفرده، وقيل: ترمي فيه الأكحال.