فإن قلت: ترجم على الظن وفي الحديث نفي الظن؟ قلت: نفي الظن من أحد الطرفين يدل على وجوده في الطرف الآخر عرفًا، وقيل: أراد بالظن: الجزم، وإنما عبر بالظن لأنه أحسن العبارة، وهذا مع كونه ليس بجواب لا يدل على الترجمة وأجاب بعضهم بأن ما في الحديث ظن النفي لا نفي الظن، وليس بشيء لأنه المنفي هو الظن المتعلق بهذين الرجلين.
فإن قلت: قد سبق أن الظن أكذب الحديث؟ قلت: ليس فيه أن لا حكم بالظن، بل التحذير من الإخبار بكل ما ظن، وقد يقارب الظن اليقين ألا ترى إلى قوله تعالى: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ (١٢)} [الحجرات: ١٢] فقد دَلَّ على سلامة بعض الظن (يكير) بضم الباء مصغر.