فإن قلت: ما المُراد بالصفة؟ قلت: العلم وسائر الصفات والشبه في أصل المعنى، فإن كانت صفاته تعالى لا تشبه صفات المخلوق.
"اذهب فسلِّم على أولئك النفر من الملائكة" النفر من الثلاثة إلى العشرة من الرجال خاصة، والظاهر أنه أُريد به مطلق الجماعة، أو كانوا دون العشرة، والله أعلم بذلك. "فقالوا: السلام عليك ورحمة الله" زادوه رحمة الله عملًا بقوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا}[النساء: ٨٦].
فإن قلت: السلام عليك ليس جوابًا للسلام. قلت: جواب، ألا ترى إلى أنَّ قول الخليل لما:{قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ}[هود: ٦٩]. واعلم أن ابتداء السلام سنة من الكفاية وهذا من الغرائب لأن الابتداء مع كونه سنة أفضل من الردِّ مع كونه فرضًا والأفضل الابتداء من الجميع وكذا الردُّ، وإن كان الذي سلَّم واحدٌ فالأحسن الردُّ عليه بلفظ الجمع ليكون سلامًا عليه وعلى من معه من الملائكة "فكل من يدخل الجنة على صورة آدم" أي: طوله مثلُ طوله سواء كان مات طفلًا أو شيخًا. "فلم يزل الخلق بعد حتى الآن" ولفظ حتى دلّ على أن النقصان قد انتهى فلا نقصان في هذه الأمة.