هذا العقد يحتمل أن يكون حقيقة؛ وأن يكون مجازًا عن مبالغته في الوسوسة [أشار] إليه بقوله:
١١٤٢ - (عليك ليل طويل) إذا همّ بالقيام، ويؤيد الأول رواية ابن ماجه "يعقده بحبل".
فإن قلت: ما معنى القول بالحقيقة وكيفية ذلك الحبل؟ قلت: هو نظير ما تفعله النفاثات في العقد، والقافية كالقفا: مؤخر الرأس، وعبارة الجوهري: مؤخر العنق، وفيه تسامح.
فإن قلت: ما وجه التخصيص بالقافية؟ قلت: لأنه محلّ القوة العاقلة، ألا ترى أن العقل يختل باختلاله، أو هو على دأب الفُتّاك، وقطاع الطريق؛ فإنَّه إنما يقصد من وراء الإنسان.
فإن قلت: لفظ الترجمة يدل على أنّ هذا العقد إنما هو على من لم يصل، ولفظ الحديث يدل على عمومه في المصلي وغيره؟ قلت: هذا أورده المازري في شرح مسلم، والجواب عنه: أن الضرب على كل أحد في الحديث، وما في الترجمة أراد به دوامه على من لم يصل.
(يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل) ويروى "عند كل عقدة".
فإن قلت: ما معنى الضرب؟ قلت: هو من ضرب المثل إذا بينه أي: بوسوسته يخيل إليه، ويصف له طول الليل، أو هو من ضرب الدهر، قضى أن يقضى عليه بذلك، وهو يقرب من الأول.
(فإن صلى انحلت عقدة) هي آخر العقد، ويروى "عُقده" -بضم العين وفتح القاف- والضمير أي: جميع عُقَدِه، وهو معنى ما رواه في باب بدء الخلق (انحلت العقد كلها) وفي