للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تَعَالَى (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِى آمِنًا). (ذِى عِوَجٍ) لَبْسٍ. (وَرَجُلاً سَلَمًا لِرَجُلٍ) مَثَلٌ لآلِهَتِهِمِ الْبَاطِلِ، وَالإِلَهِ الْحَقِّ. (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) بِالأَوْثَانِ خَوَّلْنَا أَعْطَيْنَا. (وَالَّذِى جَاءَ بِالصِّدْقِ) الْقُرْآنُ. (وَصَدَّقَ بِهِ) الْمُؤْمِنُ يَجِئُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ هَذَا الَّذِى أَعْطَيْتَنِى عَمِلْتُ بِمَا فِيهِ (مُتَشَاكِسُونَ) الشَّكِسُ الْعَسِرُ لَا يَرْضَى بِالإِنْصَافِ وَرَجُلاً سِلْمًا وَيُقَالُ سَالِمًا صَالِحًا. (اشْمَأَزَّتْ) نَفَرَتْ (بِمَفَازَتِهِمْ) مِنَ الْفَوْزِ. (حَافِّينَ) أَطَافُوا بِهِ مُطِيفِينَ بِحِفَافَيْهِ بِجَوَانِبِهِ (مُتَشَابِهًا) لَيْسَ مِنَ الاِشْتِبَاهِ وَلَكِنْ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا فِي التَّصْدِيقِ.

١ - باب قَوْلِهِ (يَا عِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)

ــ

على بناء المجهول، وللأصيلي بالخاء المعجمة من الخرور.

فإن قلت: ما معنى قوله: {يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ} [الزمر: ٢٤]؟ قلت: الكافر حين يُلقى في النَّار مغلولة يداه إلى عنقه، فليس له ما يتقي به سوى وجهه عافانا الله من ذلك برأفته.

(الشكس: العسر) -بكسر الكاف في الأول، والسين من الثَّاني- من الشكاسة وهي سوء الخلق ({بِمَفَازَتِهِمْ} [الزمر: ٦١] بفوزهم) أشار إلى أنَّه مصدر، وقرئ بمفازاتهم بصيغة الجمع (المطيفين بحفافيه بجوانبه) بكسر الحاء وفتح الفاء تثنية حفاف، وفسره بالجوانب؛ لأنَّ الإطافة لا تكون إلَّا كذلك ({مُتَشَابِهًا} [الزمر: ٢٣] ليس من الاشتباه) لأنَّه تفسير أحسن الحديث، فلا يمكن أن يكون فيه اشتباه، (ولكن يشبه بعضها بعضًا) في حسن النظم وسلامة الألفاظ.

باب قوله: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [الزمر: ٥٣]

الإسراف من السرف وهو الشدة، وفي عرف الشرع: الإفراط والتجاوز عن الحد الأوسط، وفي الآية الإكثار من الذنوب، والذي رواه عن ابن عباس هو سبب النزول، والحكم عام في كل مسرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>