(فتابع بين أحاديث) أي: روى حديثًا بعد آخر حتى روى جملة الأحاديث (كما أنك جالس) أي: لا شك فيه مثل كونك جالسًا (قال سفيان: هو يوم واحد) أي: يوم قريظة ويوم الخندق، هذا فيه تسامح؛ لأن آخر أيام الخندق كان أول يوم قريظة، لكن ذهاب الزبير كان في أثناء أيام الخندق، فإنه كان أيامًا.
فإن قلت: ما معنى قوله: "حواريَّ الزبير"؟ قلت: معناه هو القائم بالنصر الخصيص به، وأصله في حواري عيسى نسبة إلى الحور، وهو البياض، قيل: كانوا قصارين، نسبوا إلى الحور وهو البياض والألق.
باب قوله:{لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ}[الأحزاب: ٥٣]
استدل بالآية على أن خبر الواحد يعمل به، ووجه الدلالة الإطلاق في الإذن فيتناول الواحد.
ثم روى حديث أبي موسى في كونه صار بوابًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بئر أريس، وقد سلف الحديث في مواضع، وجه دلالته أنه أخبر القوم بإذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدخول، وحديث عمر أنه استأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ودلالته أظهر، فإن الذي أخبره غلام أسود حتى قال العلماء في الإذن: يقبل خبر الفاسق والصبي أيضًا لقيام القرينة.