٧٣ - باب مَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ
٥١٧٧ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ، وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ، وَمَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ - صلى الله عليه وسلم -.
ــ
باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله
٥١٧٧ - (عن الأعرج) قال بعض الشارحين: ابن شهاب يروي عن رجلين كلٌّ منهما يلقب بالأعرج، أحدهما: عبد الرحمن بن هرمز، والآخر: عبد الرحمن بن سعد، والظاهر أن هذا هو الأول. قلت: هو الأول جزمًا، قال الغساني: الأعرج بن سعد حديث وأخذ عن أبي هريرة "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}[الانشقاق: ١]، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}[العلق: ١].
(عن أبي هريرة: شرّ الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك الفقراء) قيل: اللام في الوليمة للعهد الخارجي، وقوله:(يُدعى) استئناف لبيان كونه شرًّا، وقوله:(ومن ترك الدعوة فقد عصى الله) جملة حالية أي: والحال أن الإجابة واجبة فيلزم أن يأكل الإنسان شر الطعام، وليس بصواب، أما أولًا: فلأن اللام ليست للعهد الخارجي، إذ لا معهود في الخارج، وقوله: كان من دأبهم في الجاهلية دعوة الأغنياء لو سلم ليس مراد الشارع الإشارة إلى ذلك وحده بل أعم، وأما قوله: الإجابة واجبة فيلزم أكل شر الطعام ممنوع؛ فإن الفقهاء صرحوا بأن الإجابة إنما تجب إذا كانت الدعوة عامة، وكيف يعقل أن تكون الإجابة واجبة إلى شر الطعام، وقد نقل شيخنا عن ابن مسعود إذا خص الغني وترك الفقير أمرنا أن لا نجيب.
(قوله: (ومن ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله) استئناف لبيان الدعوة التي تجب الإجابة إليها بعد ذكر التي لا تجب. فالصواب أن اللام للعهد الذهني ويدعى لها صفة له؛ لأن المعرف بعد حكم النكرة كما في قوله: