(فقلت وأنا قائم: أطلقت نساءك؟ فقال: لا، فقلت: الله كبر) إنما سأله وهو واقف لغاية الاهتمام، وقوله: الله أكبر، تعجب إما من إشهار الكذب عنه بين الصحابة وهو بين أظهرهم، أو كبَّر فرحًا بما سمعه، وسيأتي الحديث بأطول وأطول، وإنما أورده بأخصر طرقه لحصول غرضه، كما أشرنا إلى مثله في حديث:"الأعمال بالنيات".
وفي الحديث دلالة على قبول خبر الواحد، وأن الكذب من غير قصد لا يقدح في العدالة، وفيه ما كان عليه الصحابة من الحرص على العلم، وضبط أحوال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفيه جواز دخول أبي المرأة عليها من غير إذن الزوج إذا عَلِم أنه لا يغيظه ذلك، وجواز البكاء على أمر ديني، وفيه أحكام كثيرة بوَّب عليها البخاري أبوابًا.
باب: الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكره
٩٠ - (محمد [بن] كثير) ضد القليل (عن ابن أبي خالد) هو أبو عبد الله إسماعيل البجلي (عن قيس بن أبي حازم) بالحاء المهملة (عن أبي مسعود الأنصاري) هو عقبة بن عمرو الخزرجي المعروف بالبدري، ولم يكن شاهدًا في غزاة بدر، بل كان سكن بدرًا.
(قال رجل: يا رسول الله لا أكاد أدرك الصلاة مما يطوِّل بنا فلان) ويروى: مما يطيل،