فِيهِ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
ــ
(أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة المسجد) النخامة -بضم النون- وكذا نخاعة، ماء غليظ ينزل من الدماغ، أو يصعد من الصدر (فتغيظ) أي: بالغ في إظهار الغيظ (إن الله قبل أحدكم إذا كان في صلاته): -بكسر القاف وفتح الباء- أي: جهته، والمراد به بيان شرف القبلة، وأن تلك الجهة مهب نسيم الغفران، ومدخل نفس الرحمن، فيجب إكرامها.
(فلا يبزقن) يقال: بزق وبصق وبسق بمعنى (فنزل فحتها): والظاهر أنه كان على المنبر، والحتّ -بتشديد المثناة- هو الحك.
١٢١٤ - (محمد) كذا وقع غير منسوب، قال أبو نصر: يحتمل أن يكون بندارًا وابن المثنى، ومحمد بن الوليد، لأنّ كل واحد منهم يروي عن غندر في البخاري. وقال الغساني: الظاهر أنه محمد بن بشار.
(لكن عن شماله تحت قدمه اليسرى) قد تقدم في باب حك البزاق أن هذا إنما يكون إذا لم يكن في المسجد، وإذا كان في المسجد فليأخذه بطرف ثوبه؛ كما جاء في الرواية الأخرى، واستدلاله على جواز النفخ والبصاق ظاهر؛ إلا أن الشافعي قيده بما إذا لم يظهر منه حرفان؛ وإلا بطلت صلاته، وإطلاق الحديث يخالفه.