وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ قَدِمَ رَهْطٌ مِنْ عُكْلٍ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَكَانُوا فِي الصُّفَّةِ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى بَكْرٍ كَانَ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ الْفُقَرَاءَ.
ــ
(ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا)
أي: من أفعال الله التي أعجبت الناس، وذلك أن إتيان الحدأة بالوشاح وإلقاءها عليهم في تلك الحالة وهم يعذبونها من الأمور الغريبة غاية الغرابة.
(ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني)
ألا -مخففة- حرف تنبيه، والضمير للشأن إشارة إلى أن ذلك كان خروجها من بلاد الكفار، وسببًا للفوز بالإسلام، ورؤية أشرف الخلق، والاندراج في زمن خير القرون. وفي رواية ثابت قال: فدعوت الله أن يبرأني فجاءت الحدياة قلت: صدق الله، وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه.
باب نوم الرجال في المسجد
(قال أبو قلابة عن أنس: قدم رهط من عُكل) أبو قلابة -بكسر القاف- عبد الله بن زيد الجرمي، والرهط من الثلاثة إلى التسعة يختص بالرجال، وعكل -بضم العين وسكون الكاف- حيٌّ من العرب وهذا التعليق سبق مسندًا في أبواب الطهارة، وسيأتي في كتاب المحاربين.
(فكانوا في الصفة) أي: صفة مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اللام فيه للعهد (وقال عبد الرحمن: كان أصحاب الصفة الفقراء) سيأتي هذا التعليق مسندًا في باب السمر مع الأهل.