١٥٣١ - (عبد الله بن نمير) بضم النون مصغر نمر (لما فتح هذان المصران).
فإن قلت: يريد بالمصرين بصرة وكوفة؛ وهما إنما بنيا في خلافة عمر، فما معنى فتحهما؛ قلت: كانت هناك بلد وقرى، إلا أن هذا الموضع كان من عمر، أو أراد فتح العراق.
(أتوا عمر) أي: أهل المصرين (فقالوا: يا أمير المؤمنين إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدّ لأهل نجد قرن) غير منصرف؛ لأنه علم بقعة، أو حذف منه آخره؛ لأنه قرن المنازل، ويروى منصرفًا باعتبار المكان (وهو جور عن طريقنا) أي: مائل يشق علينا العدول إليه (قال: فانظروا حذوها) أي: مقابلها، الحذو والحذاء -بالذال المعجمة- مقابل الشيء، ذكَر الضمير أولًا باعتبار المكان، وأنَّثه ثانيًا باعتبار البقعة (فحدَّ لهم ذات عرق).
فإن قلت: هذا صريح في أن تعيين ذات عرق إنما كان من عمر، وقد روى أبو داود والنسائي عن عائشة: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقّت لأهل العراق ذات عرق؟ قلت: لم يصح عند البخاري حديث عائشة؛ قال شيخنا أبو الفضل ابن حجر: دلّت الأحاديث على أنَّ ذات عرق منصوص عليه، فلعل من قال غير منصوص لم يبلغه.
قلت: يجب القول بذلك؛ لأن رواية مسلم جازمة بذلك من رواية جابر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.