٦٢٢٤ - حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِى سَلَمَةَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِى صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ. وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ. فَإِذَا قَالَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ. فَلْيَقُلْ يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ».
ــ
القبيل لا يتعلق به مدح ولا ذم، والمراد محبة الأسباب التي تنشأ منها العطاس من خفة البدن وذلك يكون من إخلال الطعام والشراب، والتثاؤب ينشأ منها النعاس وغلبة الاسترخاء على البدن وذلك من الاتساع في المطاعم والإفراط فيها، وهذه الأشياء من جنود الشيطان، ولذلك نسب إليه ما تولد منهما (فليرده ما استطاع) قال بعض الشارحين: فإن قلت: كيف يرده بعد الوقوع؟ قلت: الإرادة مقدرة إذا أرادوا الماضي بمعنى المضارع، وهذا الذي قاله غلط لما قدمنا أن التثاؤب ليس بالاختيار ولا هو داخل تحت الإرادة، بل المراد بعد الوقوع يدفعه بقدر الاستطاعة، قال ابن الأثير: في الرواية الأخرى: "إذا تثاءب أحدكم فليكظم فاه" أي: يكظمه ما أمكن.
بابٌ إِذَا عَطَسَ كَيفَ يُشَمَّتُ
٦٢٢٤ - (أبي صالح السمان) واسمه ذكوان (إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله) الأمر للندب اتفاقًا بين الأئمة (وليقل أخوه) أراد الأخوة في الدين (يرحمك الله) والوجه في ذلك أن المقام مظنة الإجابة؛ لأنه صدر منه فعل يحبه الله، وقيل: إنما خص هذا الدعاء لأنه إذا عطس انزعج بدنه فالدعاء له بهذا ليرده على ما كان عليه، لكن أمره بالحمد بعده يدلُّ على أنه من نعم الله عليه فلا يلائم هذا التأويل، (فليقل) في الجواب (يهديكم الله ويصلح بالكم) أي "يرشدكم إلى أفعال تستحقون بها الرحمة، قال البخاري:(بالكم أي: شأنكم) والبال وادي يطلق على الشأن والحال، كما في قوله "كل أمر ذي بال" ويطلق على القلب، كما في قولهم: صده فلان فلم يجعل إليه بالًا، فعلى هذا الأحسن أن يراد به القلب؛ لأنه إذا صلح صلح الجسد كما تقدم في أبواب الإيمان، والإتيان بلفظ الجمع في الجواب إما