(عن أنس: شهدنا بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي: دفنها، قد سلف الكلام على الحديث في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الميت يعذب ببكاء أهله" وذكرنا هناك أن هذه البنت هي أم كلثوم، وأنّ المقارفة في قوله:(هل فيكم من أحد لم يقارف) هي الوقاع، والحكم في ذلك أن من يكون قريب العهد بالوقاع فكرته تكون مشغولة؛ فلا يلائم دخوله قبر المرأة وذكرنا أن القراف من أسماء الوقاع (قال ابن المبارك: قال فليح: أُراه الذنب) -بضم الهمزة- أي: أظن أن المقارفة في الحديث: أريد به الذنب، وقد أشرنا هناك إلى أن هذا التأويل ضعيف؛ إذ لو كان المراد ذلك لم يكن فرق بين قبر المرأة وغيرها، وأيضًا لا يقدر على نفي الذنب عن نفس أحد.
باب الصلاة على الشهيد
المراد بالشهيد هنا من قتل في معركة الكفار لا غير، وإن كان الشهداء كثيرة.
١٣٤٣ - (كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد) قيل: يريد