للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - «سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى، لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِى وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِى، اغْفِرْ لِى، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَاّ أَنْتَ». قَالَ «وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِىَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ». طرفه ٦٣٢٣

٣ - باب اسْتِغْفَارِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ

٦٣٠٧ - حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «وَاللَّهِ إِنِّى لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً».

ــ

(سيد الاستغفار) أي: أفضلها وأكثرها ثوابًا (اللهمَّ أنت ربي) سيدي ومالكي (خلقتني) قيد الربوبية فإنَّما قد تكون بدون الخلق كسائر الموالي مع العبيد. (وأنا عبدك) إقرار بما خلق له (وأنا على عهدك) الذي عاهدتك حين قلت: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: ١٧٢] أو عاهدتني عليه وكذلك (ووعدك) أي: ما وعدتنا على لسان رسولك أو وعدناك من القيام بعبادتك (ما استطعت) هذا يؤيد المعنى الثاني. وفيه إشارة إلى أن القيام بحق العبادة ليس في الوسِع (أبوء لك بنعمتك عليَّ) أي: أقرَّ، أصله اللزوم (ومن قالها بالنهار موقنًا بها قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة).

فإن قلت: المؤمن من أهل الجنة على كل حال سواء قالها أو لم يقل (قلت): أحاب بعضهم بأنه يدخل الجنة من غير دخول النار لأن الموقن بها لا يعصي الله. أو يعفو الله عنه ببركة هذا الاستغفار قلت: هذا شيء لا يدل عليه الحديث بل المراد أن القائل بها موقن بحزم بدخول الجنة، بخلاف سائر المؤمنين فإنهَّ لا جزم لأحد وكفى بهذا فضيلة، ولذلك كان سيد الاستغفار، وكذا باعتبار معناه فإنك إذا تأمَّلت وجدته مشتملًا على الإقرار بالألوهية والعبودية وأنَّ الله هو الخالق وأنَّ النِّعم كلها منه وأنّ الذنب وإن كان بخلق الله إلآ أنه مضاف إلى العبد، ثم بعد هذه الوسائل سأل المغفرة وحصرها فيه تعالى.

باب استغفار النبي - صلى الله عليه وسلم -

٦٣٠٧ - (قال: إنّي أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) اختلفوا في وجه الاستغفار منه، فإن الله قد غفر له من ذنبه ما تقدَّم وما تأخر، قيل: كان ذلك على ما

<<  <  ج: ص:  >  >>