فَأَصَابَهُ وَعْكٌ فَقَالَ أَقِلْنِى بَيْعَتِى. فَأَبَى، ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ أَقِلْنِى بَيْعَتِى. فَأَبَى، فَخَرَجَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «الْمَدِينَةُ كَالْكِيرِ، تَنْفِى خَبَثَهَا، وَيَنْصَعُ طِيبُهَا». طرفه ١٨٨٣
٤٦ - باب بَيْعَةِ الصَّغِيرِ
٧٢١٠ - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ - هُوَ ابْنُ أَبِى أَيُّوبَ - قَالَ حَدَّثَنِى أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ مَعْبَدٍ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ حُمَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْهُ. فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «هُوَ صَغِيرٌ» فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَدَعَا لَهُ، وَكَانَ يُضَحِّى بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِهِ. طرفه ٢٥٠١
ــ
فأصاب الأعرابي وعك) بالمدينة، أي: حمّى، الوعك: بفتح الواو والعين، وقد يسكن الحمى، قال الأصمعي: أصلها شدة الحر (فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أقلني بيعتي) اتفقوا على أنه أراد الإقالة عن بيعة الإسلام، وليس بصحيح إذ لو كان ذلك لكان مرتدًا يقتل بل كانت الإقالة عن الهجرة فإنها كانت فرضًا على كل مسلم قبل الفتح. قال تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}[الأنفال: ٧٢] وإنما كانت إقالته عن الهجرة فإنه كان هاجر إلى المدينة ألا ترى إلى قوله: (فخرج الأعرابي) فدل صريحًا على ما قلنا (المدينة كالكير) بكسر الكاف المنفاخ، وموضع النار هو الكور (تنفي خبثها) بفتح التاء، وكذا (تنصَع) ويروى بضم التاء ونصب ما بعده يقال: نصع إذا ظهر نصعه غيره أظهره.
باب بيعه الصغير
أي بيان حكم بيعة الصغير.
٧٢١٠ - (أبو عقيل) بفتح العين (زُهرة بن معبد) بضم الزاي وفتح الميم، روى حديث عبد الله بن هشام، وقد سلف في أبواب الدعوات، وموضع الدلالة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يبايعه لصغره، والحكمة فيه أنه ليس له ذمة تحمل البيعة لأنه غير مكلف والبيعة تشتمل على الأحكام ثم قال.