للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨ - باب كَلَامِ الرَّبِّ مَعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ

٧٥١٨ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِى ابْنُ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ. فَيَقُولُونَ لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ. فَيَقُولُ هَلْ رَضِيتُمْ فَيَقُولُونَ وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى يَا رَبِّ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ. فَيَقُولُ أَلَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ. فَيَقُولُونَ يَا رَبِّ وَأَىُّ شَىْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ فَيَقُولُ أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِى فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا». طرفه ٦٥٤٩

ــ

باب كلام الرب تعالى مع أهل الجنة

٧٥١٨ - أي بعد دخول الجنة (يسار) ضد اليمين روى في الباب [حديث] أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يقول الله لأهل الجنة: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك، فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك) ثم فسره فقال: (أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا) قيل: هذا مشكل فإن اللقاء أفضل من الرضا، وأجيب: بأنه لم يقل أفضل من كل شيء، بل من الإعطاء وتكلف آخر وقال: يجوز أن يكون المراد أنواع الرضوان ومن جملتها اللقاء ونحن نقول: أما الأول فمردود لأن قوله: (أفضل من ذلك) إشارة إلى كل ما أعطوه ومن جملته اللقاء فإنهم رأوه في المحشر حين سجدوا، وأما الثاني فيَرده قوله: (فلا أسخط عليكم بعده) فإنه يترتب على نفس الرضا لأنه ضده. والصواب في الجواب: أن الرضا أفضل من اللقاء من وجوه:

الأول: أن الرضا ينشأ منه كل مطلوب.

الثاني: أن الرضا لذة روحانية، والرؤية لذة جسمانية.

والثالث: أن خواص الملوك المشاهدين له ما لم تكن أرضى عنه لا يتلذذون بتلك المشاهدة ويخافون من المكر والاستدراج، وهذا أمر وجداني. وقد سلف في حديث الشهداء "أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا" فرعوا الرضا عن اللقاء دلالة على مرتبة على طريقة الرقي، ولأمر ما ذكر الله في القرآن في موضع الرضا دون الرؤية، وقد أشار إليه المتنبي في قوله:

وما الصد إلا الوصل ما لم يكن قلبي

<<  <  ج: ص:  >  >>