مَنْ لا ينطق عن الهوى:"هلاكُ أمتي على يدي أغُيلَمة من قريش" وهم يزيد الظالم، وسائر بني مروان. وقال أبو هريرة راوي هذا الحديث لمروان: لو شئتُ سقيتهم لك، هذا الَّذي يجب القطع به علي، لا الَّذي يقوله جَهَلَةُ المتصوفة من أنَّه أشار إلى الأسرار الإلهية التي لا سبيل إليها إلا بالرياضة. والعجبُ أن واحدًا منهم لا يقدر على رواية حديث واحد، ولا فهم ظاهر آية من كتاب الله، وإذا ذُكر له مثلُ العلوم التي عليها بناء الشريعة، والأحكام التي استنبطها الصحابةُ، ومن بعدهم من علماء الملة، يدفعونه بالكفر الصريح ويقولون: هذا قِشْرٌ، ويزعمون أنهم فائزون بما هو اللُّبّ، وأعجبُ من هذا أن سلسلة هذه الطريقة منتهيةٌ بعلي بن أبي طالب باتفاقهم، وقد تقدم حديثه آنفًا: أَنْ ليس عنده إلا فهمٌ أُوتيه رجلٌ في كتاب الله (٢). ثم طَغَوا في هذا الزمان وازدادُوا إذا بأنهم إذا رأوا طالبًا لطريق الآخرة يقولون له: تعال عندي لأريك بعد ثلاثة أيام من قال لموسى بن عمران: لن تراني!!! من يضلل الله فلا هاديَ له، ثم هذا شيخُ الطائفة جُنيد رحمه الله نُقل عنه في كتاب "مناقب الأبرار": إن لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر، أي: طريقة القوم.
باب: الإنصات للعلماء
الإنصات كالإسكات، كل منهما لازم ومتعد، والإنصات سكوت خاص وهو السكوت مع الاستماع، وكذا قاله ابن الأثير، والظاهر أنَّه أَخَصُّ من الإسماع، مقيد بحضور البال وعدم الالتفات، لقوله تعالى:{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}[الأعراف: ٢٠٤].
١٢١ - (حجاج بن مِنْهال) بكسر الميم (علي بن مُدرِك) بضم الميم وكسر الراء (عن أبي زُرعة) -بضم الزاي المعجمة بعدها مهملة- اسمه هَرِم -بفتح الهاء وكسر الراء- وقيل: