كتاب "البعث" لابن أبي الدنيا: "قيل: ما عجب الذنب يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: إنه مثل خردلة"، ورواه أيضًا المنذري في "الترغيب والترهيب"، وكذا رواه الحاكم مرفوعًا، ورواية مسلم "أبدًا" ترد ما قاله بعضهم: إنه يبلى ولكن بعد سائر الأجزاء، وليت شعري إذا بلي كسائر الأجزاء فأي معنى لقوله:"منه يركَّب" وإنما فيه لأن بعض فيها.
فإن قلت: ما الحكمة في بقائه؟ قلت: الظاهر والله أعلم أن يصدق عليه اسم الإعادة إذ لو تلاشت الأجزاء كلها كان إنشاء آخر لا إعادة.
سورة حم المؤمن
(قال مجاهد: مجازها مجاز أوائل السور) -بالجيم- أراد به معناه اللغوي، أي: طريقها في وقوعها في أوائل السور طريق وقوع المقطعات مثل ألف لام ميم وغيرها، وللعلماء ثلاثة أقوال: الأول: أنها حروف مقطعة إيقاظًا لمن ينكر أنه من عند الله، الثاني: أن يكون مقدمة للإعجاز لصدورها ممن لم يمارس التلاوة، ففيه دلالة على أن ما يرد بعده معجز. الثالث: أنها أسماء السور، وعليه إطباق الأكثر، منهم سيبويه، واستدل البخاري على هذا القول بقول شُريح -بضم المعجمة مصغر شرح- العبسي -بالباء الموحدة-: