١٢٢ - باب قَوْلِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ»
وَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ (سَنُلْقِى فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ). قَالَ جَابِرٌ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
٢٩٧٧ - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، فَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ، فَوُضِعَتْ فِي يَدِى». قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
ــ
باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نصرت بالرعب مسيرة شهر" وقوله: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ}[آل عمران: ١٥١]
استدل بالآية، وإن لم يكن فيها ذكر الشهر؛ لأنها بإطلاقها تتناوله.
٢٩٧٧ - (عقيل) بضم العين مصغر (بعثت بجوامع الكلم) أي: بالكلمات الجامعة من إضافة الصفة إلى الموصوف، قيل: أراد بها القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين مع قلة الألفاظ، والظاهر أنه أراد ما أوتي من البلاغة، يأتي بألفاظ قليلة حاملة لمعان كثيرة، كقوله:"لا ضرر ولا ضرر" و"الغنم مع الغرم"(ونصرت بالرعب) أي: مسيرة شهر، كما في الرواية الأخرى.
فإن قلت: قد يخاف سائر الملوك أيضًا؟ قلت: الكلام في النصر والرعب، والحق أن هذا من خواصه لازم له في كل زمان ومكان، وسائر الملوك ربما يقع لهم تارة.
(فبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض) هي ما فتح الله على أمته من كنوز كسرى وقيصر وغيرهما، إلى آخر الدهر، وحمل الخزائن على المعادن ليس بشيء إذ قد جاء في