يقبل، يقال: أهمني الشيء أي أقلقني، ويروى بفتح الياء وضم الهاء أي سعى في طلب من يقبل (حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذاك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل) هذا الحديث بين قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}[الأنعام: ١٥٨] قد اختلف في هذه القضية، قيل: إنما لا ينفع الإيمان لمن يشاهد ذلك، وإذا بعد العهد عن تلك الآية عاد قبول الإيمان والتوبة، والصواب خلافه لما روى الطبراني عن عبد الله بن عمر "فمن يومئذ لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت قبل إلى يوم القيامة"، وكذا رواه الحاكم (ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما فلا يتبايعان) هذه الأمور التي ذكرها في هذا الحديث تكون عند نفح الصور نفخة الصعق حين يصعق الناس كلهم، لما روى مسلم "ثم ينفخ في الصور فيكون أول من يسمعه رجل يلوط حوضه فيصعق"(لِقحته) بكسر اللام الناقة اللبون (يليط حوضه) بفتح الياء وضمها يقال: لاط الحوض وألاطه أصلحه بالمدر (أُكَلَتَه) بضم الهمزة كاللقمة لفظًا ومعنى.
باب ذكر الدجال
من الدجل وهو الخلط واللبس قاله ابن الأثير، وقيل: الدجل الستر واللبس، والمعنيان متقاربان، وحديث مسلم عن تميم الداري يدل على أنه كان موجودًا في زمن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،