فإن قلت: لم يذكر قبل الجمعة؛ كما ترجم له؛ قلت: قوله: لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف، دل على أنه كان يصلي قبلها، ولا شك أن حكم الجمعة حكم الظهر.
فإن قلت: لِمَ لَمْ يصل بعد الجمعة في المسجد؛ قلت: تقدم فضل صلاة المرء في بيته ما عدا الفرض؛ وأيضًا لما حذف من الجمعة ركعتان فلو صلاهما في المسجد لظُن أنهما بدل ما حذف؛ بخلاف الركعتين قبل فإن الخطبة فاصلة، ولما لم يُثبت الأحاديث الواردة في الركعتين قبلُ قدّم لفظ: بعد الجمعة، على: قبلها، في الترجمة؛ كما هو دأبه في الإشارة.
٩٣٨ - (أبو غسان) -بفتح المعجمة وتشديد المهملة- مالك بن عبد الواحد (أبو حازم) -بالحاء المهملة- سلمة بن دينار (كانت فينا امرأة) وفي رواية "عجوز"؛ وهي: المرأة المسنة. قال الجوهري: من عجُز يعجُز، بضم الجيم (تجعل على أَربِعاء) -بفتح الهمزة وكسر الباء مع المد- جمع ربيع؛ وهو: الجدول؛ أي: النهر الصغير (في المزرعة لها سلقًا) -بكسر السين- بقل معروف. وفي بعضها: سلقٌ بالرفع على أنه مفعول ما لم يسم فاعله لتجعل على بناء المجهول، أو على أنه استئناف جواب سائل (إذا كان يوم الجمعة تنزع أصول السلق، فتجعله في قدر، ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطبخها، فتكون أصول السّلق عَرْقَهُ) القُبضة -بضم القاف-: ما يقبض باليد. والعَرْق -بفتح العين وسكون الراء آخره قاف- العظم الذي عليه بقية لحم، شُبهت أصولُ السلقِ بذاكَ العظم لقيامها مقامه. وفي بعضها: غرفة -بالغين المعجمة والفاء والتاء- على وزن ضربة. وفي بعضها:"غرافه" -بضم الغين المعجمة والفاء وهاء الضمير- ولم أقف على المعنى الصحيح لهما (وكنّا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك) فيه دليل على أن التمني يكون في الأمر الممكن.