(الآية نزلت في عبد الله بن حذافة) بضم الحاء وذال معجمة، قد سلف في أبواب المغازي أنَّه أوقد نارًا وأمر من معه بأن يدخلها فنزلت فيه، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا طاعة في المعصية".
فإن قلت: الآية أمرت بإطاعة أولي الأمر مطلقًا، فكيف تكون نازلة في ابن حذافة؟ قلت: الدليل هو آخر الآية {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}[النساء: ٥٩] فإنَّ من كان معه تنازعوا، فعزم بعضهم على الدخول، وقال بعضهم: ما فررنا إلا من النار، فكيف ندخلها؟ واختلف في أولي الأمر. قيل: الأمراء، وقيل: العلماء. واختار الشافعي الأول. قلت: محصل القولين واحد، فإن الأمراء إذا لم يكونوا علماء لا يعتدَّ بهم.
أي: التبس عليهم واختلط، ومنه الشجر لاختلاط أغصانه.
٤٥٨٥ - (خاصم الزبير رجلًا من الأنصار في شريج من الحرة) وقد سلف، وفي رواية: شراج، وكلاهما بالشين المعجمة والجيم: مسيل الماء (الحرة) أرض بها حجارة سود، وقد أشرنا هناك إلى أن هذا الرجل منافق، أو بدرت منه من غير قصد إلى معناها، ولكن قوله تعالى:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ} يؤيد الأول، وكم من منافق في الأنصار، ألا ترى