للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الأَمْرِ مِنْكُمْ). قَالَ نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِىٍّ، إِذْ بَعَثَهُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي سَرِيَّةٍ.

١٢ - باب (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ)

٤٥٨٥ - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ خَاصَمَ الزُّبَيْرُ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فِي شَرِيجٍ مِنَ الْحَرَّةِ، فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ». فَقَالَ الأَنْصَارِىُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ «اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى

ــ

(الآية نزلت في عبد الله بن حذافة) بضم الحاء وذال معجمة، قد سلف في أبواب المغازي أنَّه أوقد نارًا وأمر من معه بأن يدخلها فنزلت فيه، قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا طاعة في المعصية".

فإن قلت: الآية أمرت بإطاعة أولي الأمر مطلقًا، فكيف تكون نازلة في ابن حذافة؟ قلت: الدليل هو آخر الآية {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: ٥٩] فإنَّ من كان معه تنازعوا، فعزم بعضهم على الدخول، وقال بعضهم: ما فررنا إلا من النار، فكيف ندخلها؟ واختلف في أولي الأمر. قيل: الأمراء، وقيل: العلماء. واختار الشافعي الأول. قلت: محصل القولين واحد، فإن الأمراء إذا لم يكونوا علماء لا يعتدَّ بهم.

باب قوله: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: ٦٥]

أي: التبس عليهم واختلط، ومنه الشجر لاختلاط أغصانه.

٤٥٨٥ - (خاصم الزبير رجلًا من الأنصار في شريج من الحرة) وقد سلف، وفي رواية: شراج، وكلاهما بالشين المعجمة والجيم: مسيل الماء (الحرة) أرض بها حجارة سود، وقد أشرنا هناك إلى أن هذا الرجل منافق، أو بدرت منه من غير قصد إلى معناها، ولكن قوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ} يؤيد الأول، وكم من منافق في الأنصار، ألا ترى

<<  <  ج: ص:  >  >>