١٥٥٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَأَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ ثُمَّ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْىٌ فَلْيُهِلَّ بِالْحَجِّ مَعَ
ــ
وأيّده بعضهم بأنّ الملائم لذكر الدّجال هو عيسى، وسينزل ويحج البيت؟ وأما موسى فإنه ميت؛ كيف يحج؟! وأنا أقول اتفقت الروايات في البخاري ومسلم على موسى، ولا ضرورة إلى نسبة الثقات إلى الوهم، وسيأتي أنه رأى إبراهيم ويونس.
قال النووي: والجواب عن الإشكال من وجوه:
الأول: أنّ الأنبياء أفضل من الشهداء؛ والشهداء أحياءٌ يرزقون بنصِّ القرآن، وإذا كانوا أحياء فلا مانع من الحج وسائر العبادات.
الثاني: أنه كان في المنام؛ كما رأى الدّجال يطوف بالبيت.
الثالث: أوحى إليه أحوالهم التي كانوا عليها وهم أحياء؛ هذا الجواب ينبو عنه قوله: كأني أنظر إليه؛ فإنه يقال في شيءٍ قد رُئي أو سيرى، والأظهر أنه كان في المنام؛ كرؤية الدجال وهو يطوف بالبيت.
وفي الحديث دلالة على تأكيد استحباب التلبية في الأودية.
باب كيف تهِلُّ الحائض
(أهلّ تكلم به، واستهللنا وأهللنا الهلال) تنازع الفعلان في المفعول، كله من الظهور، كان الأولى تأخيره عن قوله:(واستهلَّ المطر: خرح من السحاب {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}[المائدة: ٣]) فإنّ هذا أيضًا من الظهور. والحاصل أنَّ هذه المادة في تصاريفها لا تخلو عن معنى الظهور.
١٥٥٦ - (خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع فأهللنا بعمرة) هذا كان آخر الأمر