للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَهُ اعْرِضْ عَلَىَّ الإِسْلَامَ. فَعَرَضَهُ فَأَسْلَمْتُ مَكَانِى، فَقَالَ لِى «يَا أَبَا ذَرٍّ اكْتُمْ هَذَا الأَمْرَ، وَارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ، فَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُورُنَا فَأَقْبِلْ». فَقُلْتُ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ. فَجَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَقُرَيْشٌ فِيهِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنِّى أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالُوا قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ. فَقَامُوا فَضُرِبْتُ لأَمُوتَ فَأَدْرَكَنِى الْعَبَّاسُ، فَأَكَبَّ عَلَىَّ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ وَيْلَكُمْ تَقْتُلُونَ رَجُلاً مِنْ غِفَارَ، وَمَتْجَرُكُمْ وَمَمَرُّكُمْ عَلَى غِفَارَ. فَأَقْلَعُوا عَنِّى، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ الْغَدَ رَجَعْتُ فَقُلْتُ مِثْلَ مَا قُلْتُ بِالأَمْسِ، فَقَالُوا قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ. فَصُنِعَ {بِى} مِثْلَ مَا صُنِعَ بِالأَمْسِ وَأَدْرَكَنِى الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَىَّ، وَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالأَمْسِ. قَالَ فَكَانَ هَذَا أَوَّلَ إِسْلَامِ أَبِى ذَرٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ. طرفه ٣٨٦١

١٢ - باب قِصَّةِ زَمْزَمَ وَجَهْلِ الْعَرَبِ

٣٥٢٤ - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ

ــ

اعرض عليَّ الإسلام).

فإن قلت: كيف أسلم من غير رؤية معجزة؟ قلت: لا يلزم في الإسلام رؤية المعجزة، أو يكون قُرِءَ عليه القرآن، ودعاه إلى الله، لكنه لم يذكره (والذي بعثك بالحق لأصرفن بها) أي: بكلمة التوحيد.

فإن قلت: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتمان إسلامه، فكيف خالفه؟ قلت: أَمحرُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان مخافةً عليه، فلما أبى ورضي بذلك لم يمنعه عن إظهار دين الله.

(قوموا إلى هذا الصابئ) آخره همزة، من صبأ إذا خرج من دين إلى دين، ومنه قوله تعالى: {وَالصَّابِئُونَ} [المائدة: ٦٩] ومن قال: من صبا يصبو إذا مال إلى الجهل فقد مال إلى الصواب.

فإن قلت: جمعه على صباه يدل على أن أصله الواو، كغزاة في غاز؟ قلت: قال ابن الأثير: أصله الهمزة، لكن قلبوا الهمزة واوًا.

(فأقلعوا عني) أي كفوا وتجاوزوا.

باب جهل العرب

٣٥٢٤ - (أبو النعمان) محمد بن الفضل (أبو عوانة) بفتح الميم، الوضاح اليشكري

<<  <  ج: ص:  >  >>