فإن قلت: كيف أسلم من غير رؤية معجزة؟ قلت: لا يلزم في الإسلام رؤية المعجزة، أو يكون قُرِءَ عليه القرآن، ودعاه إلى الله، لكنه لم يذكره (والذي بعثك بالحق لأصرفن بها) أي: بكلمة التوحيد.
فإن قلت: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتمان إسلامه، فكيف خالفه؟ قلت: أَمحرُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان مخافةً عليه، فلما أبى ورضي بذلك لم يمنعه عن إظهار دين الله.
(قوموا إلى هذا الصابئ) آخره همزة، من صبأ إذا خرج من دين إلى دين، ومنه قوله تعالى:{وَالصَّابِئُونَ}[المائدة: ٦٩] ومن قال: من صبا يصبو إذا مال إلى الجهل فقد مال إلى الصواب.
فإن قلت: جمعه على صباه يدل على أن أصله الواو، كغزاة في غاز؟ قلت: قال ابن الأثير: أصله الهمزة، لكن قلبوا الهمزة واوًا.
(فأقلعوا عني) أي كفوا وتجاوزوا.
باب جهل العرب
٣٥٢٤ - (أبو النعمان) محمد بن الفضل (أبو عوانة) بفتح الميم، الوضاح اليشكري