المرء تركه ما لا يعنيه". وقيل: أربعة. هذه، وحديث: "لا يؤمن أحدكم حتَّى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". ونُقل عن الشَّافعي حديث: "ازهَدْ في الدُّنيا يُحبَّك اللهُ، وازهَدْ عما في يد النَّاس يُحبّك النَّاس". وقد نظمت على هذا الوجه:
عمدة الخير عندنا كلمات ... أربع قالهنّ خير البرية
اتركْ المشبهات وازهَدْ ودع ... ما ليس يعنيك، واعملن بنيه
ولولا خوفُ الإطالة لأرخينا عنان القلم في مضمار التدقيق. والله الموفق، ولشدة الاهتمام بالمقام كرّر: أَلَا، التي هي للتنبيه في أربعة مواضع.
باب: أداءُ الخمُس مِن الإيمان
٥٣ - (علي بن الجَعْد) بفتح الجيم وسكون العين (عن أبي جمرة) -بفتح الجيم- هو نصر بن عمران الضُبعي -بضم المعجمة- نسبةَ إلى ضبيعة بن قيس بن ثعلبة حيٌّ من بني بكر بن وائل. قال شيخ الإسلام: كذا قالوه والصَّواب أنَّه من بني ضبعة؛ بطن من عبد القيس (قال: كنتُ أقعدُ مع ابن عباس) وإنَّما قال: أقعُدُ مع أن كان ماضٍ حكاية لتلك الحالة (فيجلسني) تفسير لذلك القعود (قال: أقِمْ عندي حتَّى أجعَلَ لك سَهْمًا من مالي) ولهذا الكلام سببٌ سيذكره البُخاريّ وهو أن ابن عباس كان يفتي بالتمتع في الحج، وبعض النَّاس يخالفونه منهم