من الأنصار، كانت منازلهم بعيدة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرادوا الانتقال إلى مكان قريب منه فمنعهم من ذلك لأمرين أحدهما كثرة الأجر، والآخر بقاء المدينة على ما كانت من الاتساع فإنه أعظم هيبة في عين العدو (وزاد ابن أبي مريم) شيخ البخاري، اسمه سعيد وليس مثله تعليقًا لأن شرطه أن يحذف من الإسناد واحد أو أكثر، وفائدة هذه الطريق التصريح بالسماع من حميد فإنه يدلس. قال شيخ الإسلام: في بعض النسخ حدثنا، وفي بعضها قال، والصواب لفظ زاد لأن يحيى بن أيوب ليس على شرط البخاري في الأصول (فينزلوا قريبًا) أي: مكانًا قريبًا (فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تعرى المدينة) -بضم التاء على بناء المجهول- من العراء -بفتح العين والمد- وهو الفضاء، كره أن تكون أطراف المدينة خالية.
وفي الحديث دلالة على أن تقارب الخطا في المثي إلى المساجد أفضل من توسيعها، وأن الذهاب إلى المسجد الأبعد أفضل إلا أن يتعطل الأقرب أو يقل جمعه بذهابه.
باب فضل صلاة العشاء في الجماعة
٦٥٧ - (قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ليس صلاة على المنافقين أثقل من العشاء والفجر) لكونهما في وقت الراحة والظلمة.
فإن قلت: هذا مشترك بين المؤمن والكافر؟ قلت: المؤمن يرجو الثواب فلا يثقل عليه، بل ليس عنده أحلى من القيام لطاعة الله، وفي لفظ أثقل دلالة على أن جميع الصلوات