للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) ثُمَّ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ، أَلَا إِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِى، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِى فَيُقَالُ لَا تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ) إِلَى قَوْلِهِ (شَهِيدٌ) فَيُقَالُ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ». طرفه ٣٣٤٩

٢٢ - سورة الْحَجِّ

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ (الْمُخْبِتِينَ) الْمُطْمَئِنِّينَ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (فِي أُمْنِيَّتِهِ) إِذَا حَدَّثَ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي حَدِيثِهِ، فَيُبْطِلُ اللَّهُ مَا يُلْقِى الشَّيْطَانُ وَيُحْكِمُ آيَاتِهِ. وَيُقَالُ أُمْنِيَّتُهُ قِرَاءَتُهُ (إِلَاّ أَمَانِىَّ) يَقْرَءُونَ وَلَا يَكْتُبُونَ.

ــ

(يؤخذ بهم ذات الشمال) أي: طريق جهنم (فأقول كما قال العبد الصالح) أي: عيسى بن مريم ({وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} [المائدة: ١١٧])، (لم يزالوا) ......

سُورَةُ الحَجِّ

في قراءته إن قرأ خلط الشيطان صوته بصوته ليظن السامعون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو القارئ، وهذا نوع ابتلاء من الله ليمتاز به الثابت القدم في الإيمان عن المتزلزل، ألا ترى إلى قوله بعده {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [الحج: ٥٣] , وأما حديث الغرانيق كما رواه البَزَّار وابن أبي حاتم والطبري موضوع، ولو صح كان محمل ذلك ما ذكرنا، أو أشار إلى الملائكة، وإلا من لا يصح عليه صغيرة، وقد وصفه الله بأنه لا ينطق عن الهوى، كيف يقع منه مدح الأصنام؟! هذا والذي يعتمد عليه أن للحديث أصلًا -كما أشار إليه شيخنا- من كثرة طرق الحديث من رواية الثقاة، قلت: لو لم يكن له أصل لم يبق؛ لقوله تعالى: {أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: ٥٢] يعني لاتفاقهم على أنها نزلت في ذلك، فالمعنى ما أشرنا إليه من خلط صوته بصوته ({إِلَّا أَمَانِيَّ} [البقرة: ٧٨] يقرؤون ولا يكتبون) الصواب: لا يعلمون.

<<  <  ج: ص:  >  >>