الشيطان الرجيم) أراد بالكلمة هذه الجملة، فلما قيل للرجل ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (قال: إني لست بمجنون) وهذا كلام جاهل بأسرار الشريعة، وذلك أن النزاع والخصومة إنما هو من الشيطان نزغ، وقد قال تعالى:{وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الأعراف: ٢٠٠].
٦١١٦ - (عن أبي حصين) -بفتح الحاء- عثمان الأسدي (أن رجلًا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أوصني قال: لا تغضب، فردد مرارًا) أي: كلما قال: أوصني قال له: لا تغضب، وقد جاء في رواية أنه قال ثلاث مرات كأنه كان سريع الغضب، أو لأن الغضب رئيس سائر القوى التي هي جنود الشيطان. وفي "مسند الإمام أحمد" أن هذا الرجل هو جارية بن قدامة بالجيم، وقد أشرنا إلى أن الغضب والعمل بمقتضاه كما أشار إليه بقوله:"الشديد من يملك نفسه عند الغضب" وقد جاء في الحديث:"إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ" وفي الحديث أيضًا: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، وإن كان جالسًا فليضطجع" وإذا تأملت وجدت أكثر القبائح الظاهرة والباطنة صادرة عن الغضب كالقتل ظلمًا، والقدرة في الغيبة والحقد والحسد، ولذلك بالغ في التحذير منه.
باب الحياء
٦١١٧ - (عن أبي السوار) -بفتح السين وتشديد الواو- حسان بن حريث (عمران بن