بعدهم، وقد جاء في الحديث "إياك واللوّ فإنه يفتح عمل الشيطان"؟ قلت: قال النووي: النهي محمول على شيء لا فائدة فيه، وأما التأسف على الطاعات فلا بأس به. قلت: الحق أن يقال: النهي عن قوله لو محمول على نهي التنزيه، وقد علل بأنه يفتح عمل الشيطان، أي يفتح باب وسوسته، ويؤدي ذلك إلى أنه يخوض في معارضة القدر. ألا ترى إلى صدر الحديث "احرص على ما ينفعك فإن غلبك أمر فقل: قدر الله وشاء وإياك واللو فإنه يفتح عمل الشيطان" هكذا يجب أن يفهم.
باب ما يكره من التمني
تحقيق القول في هذا المقام أن التمني قد يكون مندوبًا كما تقدم في الباب قبله من تمني القرآن، وتارة يكون مباحًا كتمني العافية، وتارة يكون حرامًا كتمني فعل المعاصي، وقد يكون مكروهًا كتمني الموت وتمني كل فعل مكروه. واستدل على كراهيته بالآية {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ}[النساء: ٣٢] وهذا محمول على أنه لم يرد به أن يتوصل به إلى خير كما تقدم في الباب قبله من الاغتباط.
٧٢٣٣ - (أبو الأحوص) اسمه سلّام بتشديد اللام.
٧٢٣٤ - (محمد) كذا وقع غير منسوب واتفقوا على أنه ابن سلام، هو الراوي عن (عَبْدة) بفتح العين وسكون الباء (أتينا خباب بن الأرت نعوده) بفتح المعجمة وتشديد الباء