مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَتْ فِرْقَةٌ نَقْتُلُهُمْ. وَقَالَتْ فِرْقَةٌ لَا نَقْتُلُهُمْ. فَنَزَلَتْ (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينِ فِئَتَيْنِ) وَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّهَا تَنْفِى الرِّجَالَ كَمَا تَنْفِى النَّارُ خَبَثَ الْحَدِيدِ». طرفاه ٤٠٥٠، ٤٥٨٩
١١ - بابٌ
١٨٨٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ حَدَّثَنَا أَبِى سَمِعْتُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «اللَّهُمَّ اجْعَلْ بِالْمَدِينَةِ ضِعْفَىْ مَا جَعَلْتَ بِمَكَّةَ مِنَ الْبَرَكَةِ». تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ عَنْ يُونُسَ.
ــ
من أصحابه) أي: ممن يدعي الصحبة؛ وهم المنافقون؛ عبد الله بن أُبَيّ رأسُ النفاق معه ثلاث مائة رجل من قرنائه (فقالت فرقة) أي: من المؤمنين (نقتلهم، وقالت فرقة: لا نقتلهم، فنزلت {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ}[النساء: ٨٨].
فإن قلت: السياق يدل على أنّه قتلهم؟ قلت: ليس فيه الأمر بالقتل؛ بل الإشارة إلى استحقاقهم ذلك، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الإمتناع عن قتلهم:"لا يقول النّاسُ إنَّ محمدًا يقتل أصحابه".
(إنها تنفي الرّجال) أي: المنافقين (كما تنفي النار خبث الحديد).
فإن قلت: إذا لم يقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدًا منهم ولا أخرجه من المدينة، فما وجه هذا القول؟ قلت: أشار إلى الاستحقاق لولا المانع الذي ذكرنا.
باب الدعاء للمدينة
١٨٨٥ - (عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة) قال ابن الأثير: ضعف الشيء مثلاه، يقول: أعطني درهمًا أعطيك ضعفه؛ أي: درهمين، وربما قالوا: فلك ضعفاه وقيل: ضعف الشيء مثله، وضعفاه مثلاه، وهذا الذي أراده في الحديث وعليه يدل كلام الأزهري: الضعف في كلام العرب المثل.