باب قوله:{فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا}[الكهف: ٦٢]
(لتخذت واتخذت واحد) أي: في أصل المعنى، وإن كان الثاني أبلغ (رحمًا) من الرَّحم كلاهما بضم الراء، الأول بسكون الحاء، والثاني بضمها قال الجوهري: وأقرب رحمًا حركه زهير وفسره بالرحمة، وأما قول البُخَارِيّ (وهي أبلغ من الرحمة) فلعله أخذه من قولهم: مكة أم رحم. ولم يقل: رحمة.
قال بعض الشارحين: الرَّحم من الرَّحم الثاني بكسر الحاء بمعنى القرابة، وهي أشد من الرحمة التي هي الرقة والتعطف لاستلزام القرابة الرقة غالبًا دون العكس، وكل هذا خبط منه، أما لغة فقد نقلنا عن الجوهري، وكذا قاله ابن الأثير أَيضًا، وأما تفسير الآية فكيف يمكن أن يكون أحد الولدين أقرب قرابة من الآخر أو أي وجه لقول البُخَارِيّ (مكة أم رحم) إذا كان معناه القرابة؟! قال صاحب "الكشاف" في "تفسيره": والرحم: الرحمة، وإنما أوقعه في هذا قول البُخَارِيّ، وقد يظن أنَّه من رحيم وإنما أورد البُخَارِيّ أن الاشتقاق إنما هو من المصدر.